في المصدرين الآخرين، كبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجنّ، وميثاق الأنبياء، وفترة الوحي، والرد على المشركين، والرد على اليهود، وتحويل القبلة، ونصارى نجران، والهجرة، وغير ذلك.
الثانية: أن كتب التفسير تتفاوت فيما بينها كذلك في نقل بعض الروايات التاريخية عن رواة السيرة (١) ، فبينما روى ابن أبي حاتم خبر الهجرة، وتخيير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وحجة الوداع عن رواة السيرة لم يروِها الطبري عنهم.
وكان نصيب الطبري أكثر في هذا الجانب؛ حيث روى عن رواة السيرة خبر سرية عبد الله بن جحش، وخبر العرنيين، ومسجد قباء، والأحزاب، والمجادلة، وحنين، والإسراء، والظهار، وبني قريظة، وابتداء الوحي، وفترة الوحي، ولم يروها ابن أبي حاتم عنهم.
الثالثة: أن كتب التفسير تمتاز عن كتب السيرة بأنها تروي ما يتعلق بخصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وحياته الخاصة، ودعوته، مما لا نجده في كتب السيرة محل الدراسة.
(١) كان منهج الدراسة نقل الروايات التي رواها الطبري وابن أبي حاتم عن رواة السيرة فحسب دون غيرهم، وهم عروة، والزهري، وابن إسحاق، لذا فالمقارنة بين التفسيرين ستكون بحسب هذا المنهج، دون جميع ما روياه في السيرة النبوية.