للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقال له توحيد الألوهية، فإن الألوهية وصفه تعالى الذي ينبغي أن يؤمن به كل بني آدم، ويوقنوا أنه الوصف الملازم له سبحانه، الدال عليها الاسم العظيم وهو الله، وهو مستلزم جميع صفات الكمال.

ويقال له: توحيد العبادة باعتبار وجوب ملازمة وصف العبودية بكل معانيها للعبد بصفته الملازمة له من مقتضيات العبودية للربوبية بإخلاص العبادة لله تعالى، وتحقيقها في العبد أن يكون عارفاً بربه مخلصا له جميع عباداته محققا ذلك بترك الشرك صغيرة وكبيرة، وباتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً، والبراءة من كل بدعة وضلالة، والحب في الله والبغض لله"١. ثم قال:

"وهذا الأصل الذي هو أكبر الأصول وأعظمها قد قدره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في رسائل لا تحصى وبالأخص في كتاب التوحيد، وذكر من تقريره وتفاصيله وتحقيقه ونفي كل ما يضاده ما لم يوجد في كتاب غيره"٢.

وقال في موضع آخر: "وهذان الأمران وهما معرفة الله وعبادته هما اللذان خلق الله الخلق لأجلهما، وهي الغاية المقصودة منه تعالى لعباده، وهما الموصلان إلى كل خير وفلاح وصلاح وسعادة دنيوية وأخروية، وهما أشرف عطايا الكريم لعباده وهما أشرف اللذات على الإطلاق وهما اللذان إن فاتا فات كل خير وحضر كل شر"٣.

وبين رحمه الله أن الأعمال جميعها متوقفة في قبولها على توفره فقال: " ولا يكون العمل صالحاً إلا إذا كان مع العبد أصل التوحيد والإيمان المخرج عن الكفر والشرك الذي هو شرط لكل عمل صالح"٤.

وبين أيضاً أن هذا النوع هو خلاصة دعوة الرسل، وأنهم إنما قاتلوا أقوامهم من أجل تحقيقه.

فقال: " وهذا النوع زبدة رسالة الله لرسله، فكل نبي يبعثه الله يدعو قومه، يقول: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ٥. {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ


١ القواعد الحسان /١٩٢، ١٩٣.
٢ القواعد الحسان /١٩٣.
٣ التفسير ١/٥٤١، وانظر ٧/١٨١.
٤ التفسير ٣/٢٩١.
٥ سورة الأعراف/ ٥٩، ٦٥، ٧٣، ٨٥ وغيرها.

<<  <   >  >>