للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣ـ "تفرد الله بالأسماء الحسنى والصفات العلى".

فيستدل بتفرد الله وحده بالأسماء الحسنى والصفات العلى على وجوب إفراده العبادة: ـ قال ابن سعدي رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ١: "يخبر تعالى وهو أصدق القائلين أنه (إله واحد) أي متوحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.

فليس له شريك في ذاته ولا سمي له ولا كفو له ولا مثل ولا نظير ولا خالق ولا مدبر غيره.

فإذا كان كذلك فهو المستحق؛ لأن يؤله ويعبد بجميع أنواع العبادة ولا يشرك به أحد من خلقه"٢.

وقال: "ومن الأدلة على ذلك معرفة تفرد الرب بالكمال المطلق وأن له كل صفة كمال، وأن المخلوقات كلها كل وصف حميد فيها فإنه من الله تعالى، ليس بها وليس منها وهذا من أعظم البراهين على أنه هو المخصوص بالتأله والعبودية"٣.

٤ـ "نعمة إنزال المطر":

وهذه النعمة العظيمة من جملة الأدلة الدالة على وجوب إفراد الله بالعبادة.

قال عند تفسيره لقوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} ٤ قال: "يذكر الله تعالى في هذه الآية نعمة من أعظم النعم ليعقلوا عن الله مواعظه وتذكيره فيستدلوا بذلك على أنه وحده المعبود الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده"٥.

٥ ـ "تفرد الله بالربوبية".

وهذه من أعظم أدلة على وجوب إفراد الله تعالى الذي خلقك ورزقك وأنعم عليك بالنعم الظاهرة والباطنة لم يشاركه في ذلك مشارك فعليك أن لا تتأله لغيره ولا تتعبد لغيره، وعليك أن تخصه بالتوحيد والسؤال واللجأ والفزع في أمورك كلها، وهذا من أعظم الأدلة على توحيد الألوهية، وهو الاستدلال بربوبية الله الذي لا يستحق الألوهية ولا شيئاً من العبودية غيره"٦.


١ سورة البقرة/ الآية ١٦٣.
٢ التفسير ١/١٨٨.
٣ الحق الواضح المبين /٥٨.
٤ سورة النحل/ الآية ٦٥.
٥ التفسير ٤/٢١٦.
٦ الحق الواضح المبين /٥٨.

<<  <   >  >>