للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله به عليهم، وقاموا به من الإيمان الكامل واليقين الراسخ والأخلاق العالية والآداب السامية والدعوة والتعليم والنفع العميم. فمنهم من اتخذه خليلاً ومنهم من رفعه فوق الخلائق درجات ... "١.

وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} ٢

قال: "فيعطى كلا منهم ما يستحقه وتقتضيه حكمته، ويفضل بعضهم على بعض في جميع الخصال الحسية والمعنوية، كما فضل بعض النبيين المشتركين بوحيه على بعض بالفضائل والخصائص الراجعة إلى ما من به عليهم، من الأوصاف الممدوحة، والأخلاق المرضية، والأعمال الصالحة وكثرة الأتباع ونزول الكتب على بعضهم المشتملة على الأحكام الشرعية والعقائد المرضية"٣.

وبين رحمه الله أن الرسل الذين قصهم الله في كتابه وذكر شيئاً من خبرهم أفضل ممن لم يقصص، كما قال تعالى:

{وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ... } ٤. قال ابن سعدي: "....فالرسل الذين قصهم الله في كتابه، أفضل ممن لم يقصص علينا نبأهم بلا شك"٥.

أولو العزم من الرسل:

وكما تناول ابن سعدي مسألة المفاضلة بين الرسل والأنبياء فقد تناول المفاضلة بين الرسل وبين أولى العزم منهم.

قال رحمه الله "أفضل أنبياء الله المرسلون منهم، وأفضل المرسلين أولوا العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المتقين وسيد ولد آدم"٦.

وهؤلاء الخمسة أولو العزم من الرسل خصهم الله بالذكر مجتمعين في بعض الآيات.


١ التفسير ١/٣١٠.
٢ سورة الإسراء/ الآية ٥٥.
٣ التفسير ٤/٢٨٩، ٢٩٠.
٤ سورة النساء/ الآية ١٦٤.
٥ التفسير ٢/٤٣٠.
٦ طريق الوصول /٢٩٩، وانظر التفسير ٦/٢٠١، و٦/٥٩٨.

<<  <   >  >>