للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} ١ وكذلك من كفر برسول فقد كفر بجميع الرسل بل بالرسول الذي يزعم أنه مؤمن به"٢.

وقال: "جميع الأنبياء دعوتهم واحدة، من كذب واحداًُ منهم فقد كذب الجميع؛ لأنه يكذب الحق الذي جاء به كل واحد منهم"٣.

وهذا الذي ذكره ابن سعدي دلت عليه نصوص كثيرة:

منها قوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً. أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً} ٤.

وقوله: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} ٥.

وقوله: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} ٦.

وقوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} ٧.

وغيرها من الآيات، فمن كذب برسالة أحد الرسل أو نفاها، فقد نفى أعظم منة امتن الله بها على عباده، إذ أن العبادَ لا طريق لهم إلى نيل السعادة والكرامة والفلاح إلا عن طريق الرسلِ، ويكون بذلك قد كذب بالرسولِ الذي يزعم أنه آمن به وبغيره من الرسل.

كلامه في خلاصة دعوة الرسل:

تقدم معنا في توحيد الألوهية أن الله سبحانه ما خلق الخلق إلا لعبادته وما أوجدهم إلا لتحقيق توحيده وطاعته، كما قال تعالى:

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ٨.


١ سورة البقرة/ الآية ٩٨.
٢ التفسير ٢/٢٠٨.
٣ الخلاصة /١١٥.
٤ سورة النساء/ الآيتان ١٥٠, ١٥١.
٥ سورة الشعراء/ الآية ١٠٥.
٦ سورة الشعراء/ الآية ١٢٣.
٧ سورة الشعراء/ الآية ١٤١.
٨ سورة الذاريات / الآية ٥٦.

<<  <   >  >>