للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال عند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} .

"فكل الرسل الذين من قبلك مع كتبهم زبدة رسالتهم وأصلها الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له وبيان أنه الإله الحق المعبود وأن عبادة ما سواه باطلة"١.

وتناول رحمه الله في تفسيره للقرآن وفي خلاصة تفسير القرآن دعوة كل نبي، وبين أنها كلها تدور حول تحقيق هذا الأصل العظيم.

فبين أن دعوة نوح٢، وإبراهيم٣ وموسى٤ وهود٥، وصالح٦ وشعيب٧ ولوط٨ وخاتمهم محمد٩ صلى الله عليه وسلم وغيرهم من الأنبياء، تدور حول الأمر بعبادة الله والتحذير من الشرك.

وبين رحمه الله أن ضد التوحيد هو الشرك محبط للعمل في نبوة جميع الأنبياء.

فقال عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ١٠.

قال: "ففي نبوة جميع الأنبياء أن الشرك محبط لجميع الأعمال كما قال الله تعالى في سورة الأنعام لما عد كثيراً من أنبيائه ورسله، قال عنهم: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ١١ "١٢.

وقال عند تفسيره هذه الآية: "فإذا كان هؤلاء الصفوة الأخيار لو أشركوا وحاشاهم لحبطت أعمالهم، فغيرهم من باب أولى"١٣.


١ التفسير ٥/٢٢٣.
٢ التفسير ٣/٤١٧، والخلاصة /١٠٧.
٣ الخلاصة /١١٦.
٤ الخلاصة /١٢٩.
٥ التفسير ٣/٤٢٩، والخلاصة/١١٢.
٦ التفسير ٣/٤٣٦، والخلاصة /١١٤.
٧ التفسير ٣/٤٤٧، والخلاصة /١٢٦.
٨ الخلاصة /١٢٤.
٩ الخلاصة /١٦٤.
١٠ سورة الزمر/ الآية ٦٥.
١١ سورة الأنعام/ الآية ٨٨.
١٢ التفسير ٦/٤٩١.
١٣ التفسير ٢/٤٣٠.

<<  <   >  >>