للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أن يشفع إلا فيمن رضي قوله وعمله وهو من كان مخلصاً متابعاً لرسول الله"١.

وقد أكد رحمه الله ونبه كثيراً على أن الشفاعة لا تكون إلا لأهل التوحيد وأما من سواهم فلا تنفعهم شفاعة الشافعين.

قال في خلاصة التفسير: "....ولا يشفعون إلا لمن ارتضاه الله، ولا يرضى إلا عمن قام بتوحيده واتباع رسله، فمن لم يتصف بهذا فليس له في الشفاعة نصيب، وأسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه"٢.

وقال عند تفسيره لقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} ٣ "والله لا يأذن لأحد أن يشفع إلا فيمن ارتضى ولا يرتضي إلا توحيده، واتباع رسله فمن لم يتصف بهذا فليس له في الشفاعة نصيب"٤.

وقال عند قوله تعالى: {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} ٥.

"فلا يقدم أحد على الشفاعة، ولو كان أفضل الخلق حتى يأذن الله، ولا يأذن إلا لمن ارتضى. ولا يرتضي إلا أهل الإخلاص والتوحيد له"٦.

كلامه في الجنة:

إن الجنة هي دار كرامة الله لأوليائه المؤمنين، وهي مثوى عباده الطائعين، وقد أعد الله فيها من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"٧ قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} ٨.

وقد تحدث ابن سعدي عن الجنة كثيراً ولا سيما في تفسيره للقرآن وتناول وصف الجنة وما فيها من أنواع النعم وصنوف المنن، بأسلوب جامع بليغ.


١ الحق الواضح المبين /٦.
٢ الخلاصة /١٣.
٣ سورة البقرة/ الآية ٢٥٥.
٤ التفسير ١/٣١٤.
٥ سورة يونس/ الآية ٣.
٦ التفسير ٣/٣٢٣.
٧ أخرجه البخاري ٦/٢١، ومسلم ٤/٢١٧٤، وأحمد ٥/٣٣٤.
٨ سورة السجدة/ الآية ١٧.

<<  <   >  >>