للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قدره، وعظم شأنه، وظهر تفوقه، وذاع صيته.

فأقبل عليه طلاب العلم من عنيزة وما جاورها من المدن، ورغبوا في دروسه وحرصوا على الاستفادة منه١.

حتى إن زملاءه في الدارسة لما رأوا تفوقه عليهم ونبوغه، تتلمذوا عليه وصاروا يأخذون عنه العلم وهو في سن مبكر، فصار وهو في شبابه معلماً ومتعلماً٢.

وقد كان أول جلوسه للتعليم في الثالثة والعشرين من عمره، ففي هذه السن جلس في حلقة التدريس يعطي الدروس للطلاب، وجد في تعليمهم واجتهد، يعلم زملاءه ومن يريد العلم ويطلبه، وكان يحرص على التعليم كحرصه على التعلم.

فجمع بذلك بين طلب العلم والتعليم، ورتب أوقاته في ذلك، فكان يقضي بعض أوقاته في القراءة على العلماء، بعضها يجلس للتلاميذ يعلمهم، وبعضها في مراجعة الكتب والبحث فيها، ولا يفوّت من أوقاته شيئاً إلا وقد رتبه٣.

فبلغ الذروة في علوم الحديث والفقه والتفسير، حتى إنه منذ عام ١٣٥٠هـ صار مرجع التدريس ومرجع الإفتاء في بلده وما حولها من القرى وأصبح المعول لدى جميع الطلاب في أخذ العلوم٤.

أما عن تنظيمه لأوقاته في التعليم؛ فقد كان يجلس أربع جلسات في اليوم الواحد، فكان إذا صلى الفجر بالناس جالس لأداء الدرس حتى تطلع الشمس، ثم يذهب بعد ذلك إلى بيته حتى الضحوة الكبرى فيعود إلى المسجد يعلم أبناءه الطلاب الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والنحو والصرف في دروس منتظمة، ويستمر معهم حتى صلاة الظهر، فيصلي بالناس ويعود إلى بيته يستريح فيه إلى صلاة العصر، ثم يذهب إلى المسجد فيصلي العصر بالناس، ويعطيهم عقب الصلاة وهم جلوس بعض الأحكام الفقهية في دقائق لا تؤخرهم عن الانصراف سعيا وراء أرزاقهم، وعندما تغرب الشمس يصلي بالناس المغرب ويجلس للدرس حتى يصلي العشاء، ويتكرر ذلك يومياً٥.


١ علماء نجد للبسام ٢/٤٢٣.
٢ آخر كتاب المختارات الجلية، طبعة المدني بقلم السناني /ب، وانظر سيرة الشيخ عبد الرحمن السعدي، جمع الفقي بقلم أحد تلاميذ الشيخ/١٠.
٣ سيرة الشيخ عبد الرحمن السعدي، جمع الفقي بقلم أحد تلاميذ الشيخ/١٠، وانظر مقدمة الرياض الناضرة لأحد تلاميذ الشيخ ٤.
٤ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٣.
٥ مجلة الجامعة الإسلامية، س:١١، ع:٤، ص:٢٠٥ بقلم الشيخ عبد الرحمن العدوي.

<<  <   >  >>