للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أما عن طريقته في التعليم وحرصه على نفع طلابه، فقد كان رحمه الله من أحسن الناس تعليماً وأبلغهم تفهيماً وأفضلهم تبييناً، وذلك؛ لأن طريقته في التعليم امتازت بصفات كثيرة هامة، جعلت طلابه يتلذذون بدرسه ويواظبون عليها.

ومن أبرز هذه الصفات:-

١ـ أنه يستشير تلاميذه في اختيار الكتاب الأنفع من كتب الدراسة، ويرجح ما عليه رغبة أكثرهم، وعند التساوي يكون هو الحكم في الترجيح١.

٢ـ يخصص المكافآت لمن يحفظ المتون من طلابه، وتشجيعاً لهم، وحفزاً لزملائهم٢.

٣ـ يقيم المناظرات بين طلابه المحصلين لشحذ أفكارهم، وصقل أذهانهم، وتعويدهم إقامة الحجة والبرهان٣.

٤ـ يطرح المسائل على الطلاب ليختبر أذهانهم، ويعتمد أحياناً تغليط نفسه أمامهم ليرى من هو حاضر الذهن ممن هو شارده، وليعرف الفطن من غيره٤.

٥ـ عند ذكره للمسائل الخلافية، فإنه يقرر القول الراجح بأدلته، ثم يذكر القول الآخر بأدلته ثم يوسط نفسه حكماً في المسألة، وقد يستطرد بذكر نظائر المسألة، كل ذلك بفصاحة وبلاغة بديهية٥.

٦ـ يجمع الطلاب كلهم على كتابين واحد بعد آخر، وبعد انتهاء الجلسة يطلب من ثلاثة منهم إعادة ما يستحضره من التقرير، ويدور عليهم ليختبر قوة حفظهم وفهمهم٦.

٧ـ يناقشهم بعد يوم فيما مضى شرحه، مما كان يدفع الطلاب على الحرص على الاستذكار وتثبيت المعلومات٧.


١ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٤، مقدمة الرياض الناضرة لأحد تلاميذ الشيخ/ ٧.
٢ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٢، وسيرة الشيخ عبد الرحمن السعدي، جمع الفقي بقلم أحد تلاميذ الشيخ/١٢,
٣ سيرة الشيخ عبد الرحمن السعدي، جمع الفقي بقلم ابن الشيخ/ ٢٠، وروضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٤.
٤ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٢.
٥ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٢-٢٢٤.
٦ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٢.
٧ روضة الناظرين للقاضي ١/٢٢٢.

<<  <   >  >>