للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالغرض من كلامهم معروف وهو قصدهم الانحلال من الدين الصحيح والتمسك بأقوال هؤلاء الضالين"١.

ـ "أن يقال لهؤلاء الملحدين المنكرين لأمور الغيب التي أخبر الله بها ورسوله لم أنكرتموها؟

فيجيبون بأنها لم تدخل تحت علومنا التي بنيناها على إدراكات الحواس والتجارب، فيقال لهم: قدروا أنها لم تدخل في ذلك فإن طرق العلوم اليقينية كثيرة، وأكثرها لا تدخل تحت إدراكاتكم، فإن إداركاتكم قاصرة حتى باعترافكم فإنكم تعترفون أن مدركاتكم خاصة ببعض المواد الأرضية وأسبابها وعللها ومع ذلك لم تدركوها كلها، باعترافكم وأعمالكم فإنكم لا تزلون تبحثون وتعلمون التجارب التي تنجح مرة وتخفق مرات"٢.

هذه بعض الأوجه التي رد بها الشيخ على هؤلاء الملحدين، ولقد أطال في ذكر الردود عليهم وبيان زيغهم، وإن رغب القارئ في الاستزادة منها فليراجع كتابه العظيم "الأدلة القواطع والبراهين في إبطال أصول الملحدين".

وفي الحقيقة إن كتابه هذا ظاهر الأهمية؛ لجودة مادته ولشدة الحاجة إليه في هذا الزمن الذي طغت فيه المادة؛ وكثر فيه الإلحاد.

رده على القصيمي في إلحاده، وإنكاره لوجود الرب:

إن هذه الدعوة الإلحادية التي تدعو إلى الإباحية والتحلل الخلقي، وإنكار وجود الرب ونسبة الخلق والتصرف إلى الطبيعة، مع ظهور بطلانها وجلاء نكارتها، فإنها قد راجت على بعض أبناء المسلمين وافتتنوا بها واغتروا ببهرجتها فمالوا إليها وأصبحوا من دعاتها. وهذا غاية الانتكاس والخسران والعياذ بالله.

إذ أن التحول من الهدى إلى الضلال ومن النور إلى العمى ومن الإيمان إلى الكفر، يعد من أكبر الانتكاس والخسران، ولا سيما إذا كان من أحد العلماء العاملين الداعين إلى الله.

وهذا ما حصل من عبد الله القصيمي الذي كان من الدعاة البارزين ومعروفاً بالعلم والانحياز لمذهب السلف الصالح وكانت تصانيفه مشحونة بنصر الحق والرد على المبتدعين والملحدين، وكانت له عند الناس سمعة حسنة وذكر طيب٣.


١ الأدلة القواطع والبراهين/١١
٢ الأدلة القواطع والبراهين /٢٤.
٣ بيان الهدى من الضلال للسويح/٥، وتنزيه الدين/٣.

<<  <   >  >>