للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بعد ذلك كله انقلب رأسا على عقب فصار عدواً للإسلام، فأصبح يرى أن الدين سبب لتأخر المسلمين وضعفهم، وصار الدين عنده كالأغلال التي تعوق الإنسان عن مراده، وزاد على ذلك فأنكر الخالق وزعم أنه لا فرق بين الخالق والمخلوق وأن من فرق بينهما من الأنبياء والرسل وأهل الأديان غالط ضال.

وزعم أن الطبيعة تتفاعل وتتطور وتدبر أمر العالم وتدبره وتنظم الأمور الجليلة والدقيقة، وأنكر قضاء الله وقدره، وأرجع ذلك إلى العلم بانتظام الطبيعة وهذا إنكار منه لله ولأفعاله ولصفاته١.

وأنكر الرسالة والمعاد والملائكة والجن وسخر من علماء المسلمين، وأخذ يدعو إلى الإباحية والتحلل والانسلاخ من الدين، ويمدح الأوربيين والمستعمرين لبلاد الإسلام ويدعو إلى تعظيمهم وإدخالهم في البلاد الإسلامية٢.

إلى غير ذلك من الترهات والضلالات التي أخذ يدعو إليه ويروجها، والتي ألف من أجل نشرها كتابه "هذي هي الأغلال". ويقصد بالأغلال أوامر الله ونواهيه والتمسك بالدين الإسلامي إذ أن هذا عنده أعظم الأسباب لتخلف المسلمين وتأخرهم الحضاري، وعلى العكس من ذلك يرى أن سبب تقدم الغرب هو تحللهم من الدين والقيم والأخلاق، وهذا غاية البهت والضلال والانحراف.

لذا فإنه قام جماعة من علماء المسلمين أمام ضلاله، وبينوا للناس زيغه وانحلاله، وبينوا كذبه وافتراءه وفساد ما يدعو إليه من عقائد منحرفة، وقيم منحطه فظهرت مؤلفات عديدة في الرد عليه لعدد من العلماء.

منها: بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال، للشيخ إبراهيم بن عبد العزيز السويح، ومنها: الرد القويم على ملحد القصيم للشيخ عبد الله بن علي بن يابس.

ومن هؤلاء العلماء الذين قاموا بالرد عليه الشيخ ابن سعدي؛ إذ ألف في ذلك رسالته القيمة "تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله".

قال رحمه الله في مقدمتها "أما بعد: فإني قد وقفت على كتاب صنفه عبد الله بن علي القصيمي سماه " هذي هي الأغلال" فإذا هو محتو على نبذ الدين والدعاية إلى نبذه والانحلال عنه من كل وجه"٣.


١ تنزيه الدين:٦، ٧.
٢ الرد القويم لابن يابس/٩.
٣ تنزيه الدين/٢.

<<  <   >  >>