للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهي:

(١) علم الله المحيط بكل شيء.

(٢) كتابه الذي اشتمل على كل ما سيكون.

(٣) ومشيئته وقدرته العامة على كل شيء.

(٤) إيجاده لجميع المخلوقات.

وقد اعتنى ابن سعدي في مؤلفاته ببيان هذه المراتب وتوضيحها وذكر أدلتها.

قال رحمه الله: "مراتب القضاء والقدر أربعة لا يتم الإيمان بالقدر إلا بتكميلها، الإيمان بأنه بكل شيء عليم وأن علمه محيط بالحوادث دقيقها وجليلها، وأنه كتب ذلك باللوح المحفوظ، وأن جميعها واقعة بمشيئته وقدرته ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه مع ذلك مكن العباد من أفعالهم فيفعلون اختياراً منهم بمشيئتهم وقدرتهم كما قال تعالى:

{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ} ١.

وقال: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ. وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ٢"٣.

وقال في تفسيره لقوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ٤.

"....وفي هذه الآية دليل على أن الكتاب الأول قد حوى جميع الكائنات وهذا أحد مراتب القضاء والقدر فإنها أربع:

علم الله الشامل لجميع الأشياء، وكتابه المحيط بجميع الموجودات ومشيئته وقدرته العامة النافذة في كل شيء، وخلقه لجميع المخلوقات حتى أفعال العباد"٥.

ثالثا: تقسيمه للطوائف المنحرفة في القدر ورده عليهم:

قسم ابن سعدي الطوائف المنحرفة في القضاء والقدر إلى ثلاثة أقسام:

١ـ قدرية نفاة.

٢ـ وقدرية مجبرة.

٣ـ وقدرية مشركون.


١ سورة الحج/ الآية ٧٠.
٢ سورة التكوير/ الآيتان ٢٨، ٢٩.
٣ سؤال وجواب/١٥.
٤ سورة الأنعام/ ٣٨.
٥ التفسير ٢/٣٩٦.

<<  <   >  >>