للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحين والتقصير في حقهم وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين واتباعهم". (١)

حارب ابن عبد الوهاب الغلو ومجاوزة الحد بأن يجعل للصالحين من حقوق الله الذي لا يشاركه فيها مشارك، هو الكمال المطلق، والغني المطلق والتصرف المطلق من جميع الوجوه، وأنه لا يستحق العبادة والتأله أحد سواه، كما جاء في محكم آياته {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} . (٢)

وقوله " {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} . (٣)

ويوضح منهجه وما يجب على العبد في علاقته مع الصاحين وأولياء الله ويبين أقسام الناس في معاملة الصاحين ثلاثة أقسام:

(١) أهل الجفاء الذين يهضمونهم حقوقهم ولا يقدمون من الحب والموالاة لهم والتوقير فيقول:" فالواجب عليك حبهم واتباعهم والإقرار بكرامتهم ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال، ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين". (٤)

(٢) أهل الغلو الذي يرفعونهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله بها، وقد أوضحنا في الصفحات السابقة العديد من هذه الصور.

(٣) وأهل الحق الذين يحبونهم ويوالونهم ويقومون بحقوقهم الحقيقية ولكنهم يبرأون من الغلو فيهم وادعاء عصمتهم والصالحون أيضا يبرأون من أن يدعوا لأنفسهم حقا من حقوق ربهم الخاصة، كما قال الله عن عيسى {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقّ} . (٥)

هذه عقيدة ابن عبد الوهاب الذي لا ينكر الطريقة الصوفية في تنزيه


(١) الدرر السنية ص ٩٩
(٢) الأعراف:٣
(٣) التوبة:٣١
(٤) مجموعة التوحيد ٢٢٦-٢٢٧
(٥) المائدة:١١٦.

<<  <   >  >>