للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخلل في العلاقة بين الحاكم والمحكوم. إنهم في رأي الشيخ بطانة السوء التي يجب أن يحذر الأمير وسواسها "فإن كان الأمير ما يجعل بطانته أهل الدين صار بطانته أهل الشر". (١)

وهو إذ يدعو الأمير إلى أن يتخذ من أهل الدين بطانته يدعو هؤلاء إلى أن"عليهم جمع الناس على أميرهم والتغاضي عن زلته (٢) "وأن يجعلوا فصحهم له برفق وخفية عن الناس مع تجنب الغلظة الموجبة للفرقة "فإن بعض أهل الدين ينكر منكرا وهو مصيب لكن يخطي في تغليظ الأمر إلى شئ يوقع الفرقة بين الإخوان. (٣)

وقد آتت تربية ابن عبد الوهاب ثمارها في تقوية أواصر الحاكم بالمحكوم بحيث أصبح المجتمع القائم" في الدرعية قدرا على مواجهة الهجوم المتوالي الذي شنه أعداؤه عليه من داخل الجزيرة العربية وخارجها والذي دام عشرات السنين. (٤)

وكرد فعل لتحالف الأعداء من كل صوب ضد الدرعية الذي اضطر لأن يعيش حالة حرب مستمرة حوالي نصف قرن من الزمان فقد انغلق هذا المجتمع على نفسه قانعا بأنه يقاتل في سبيل الله فقاتله جهاد مقدس ضد أعداء كافرين يتربصون به الدوائر.

وأيا كان موقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تكفير مخالفية والذي سنعرض لبيانه في الفصل الثاني من هذا الباب فهو سائر جماعته لا ينكرون قولهم بتكفير من حاربهم وتصدى لنشر دعوتهم وكتب الشيخ ورسائله ورسائل أتباعه من بعده صريحة في تسمية أنفسهم بالمسلمين ومقاتليهم بالكفار ومن ثم فقتلاهم شهداء وقتلى خصومهم هالكون وما ينالونه من خصومهم فتح وغنيمة وما يناله خصومهم منهم ابتلاء من الله وقد رسخت هذه العقيدة في نفسهم


(١) المرجع السابق.
(٢) المرجع السابق.
(٣) ابن غنام , تاريخ نجد رسالة ابن غنام لأهل الحوطة، أيضا الدرر السنية جـ٧ ص: ٢٥
(٤) عبد الرحمن بن حسن، المقامات، الدرر السنية جـ ٩ ص ١٨ وما بعدها

<<  <   >  >>