للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكاد تحس بأثر للمصنف إلا من حيث ما يدل عليه استصحابه للنصوص وربطة بينها من فقه لمعني التوحيد الخالص. ذلكم هو كتاب التوحيد عمدة كتب محمد بن عبد الوهاب، وعلى نسقه جاءت مصنفاته الأخرى: إبداء النص الشرعي واستخلاص الحكم من مدلوله اللغوي على ضوء فهم الصحابة له وعملهم به دون اتهام لجماعة معينة بالكفر.

ولكن خصومه ومعارضيه لم يقفوا عند دائرة النصوص التي ساقها تحديدا لمعنى التوحيد وبيانا لحقوقه بل رأوا في إيراد الشيخ لهذه النصوص ما يحمل معني تكفير من يخالفها، وبدلا من أن يلتزموا دائرة البحث الموضوعي للوصول إلى وجه الحق في فهم هذه النصوص استبقوا إلى التشهير به ورمية بأنة يكفر المسلمين. وفي هذا الصدد يقول العاملى:

"والحاصل أن حكم الوهابيين بكفر وشرك جميع المسلمين هو أساس مذهبهم ومحوره الذي يدور علية ولا يتحاشون منه وكتبهم مشحونة بالتصريح به تصريحاً لا يقبل التأويل". (١) وقد سبق العاملي إلى ذلك غيرة أمثال أحمد زيني (٢) وعلوي الحداد (٣) وأخيه سليمان بن عبد الوهاب. (٤) وجميل صدقي الزهاوي (٥) .

وتقرأ النصوص التي أوردها الشيخ فتجدها ناطقة بأن مدار الإسلام على النطق بالشهادتين. فقد أورد حديث عبادة بن الصامت- رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. وإن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"


١ الحسيني العاملي كشف الإرتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب ص ١٨،١٤٧
٢ أحمد زيني دحلان. خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام:٢٢٧
٣ علوي بن أحمد الحداد. مصباح الأنام ص: ١٨
٤ سليمان بن عبد الوهاب. الصواعق الإلهيه في الرد على الوهابية ص:٣٦وهو شقيق محمد بن عبد الوهاب ويذكر بن غنام أنه تصالح عن معاداتة دعوته. انظر تاريخ نجد ص:١٤٢
٥ جميل صدقي الزهاوي: الفجر الصادق ص ٢٥

<<  <   >  >>