وقال ابن القيم رحمه الله:
والله أخبر في الكتاب بأنه ... منه ومجرور بمن نوعان
عينٌ ووصفٌ قائم بالعين فالأعيـ ... ان خَلْقُ الخالق الرحمان
والوصف بالمجرور قام لأنه ... أولى به في عرفِ كل لسان
ونظير ذا أيضاً سواء ما يضاف ... إليه من صفة ومن أعيان
فإضافة الأوصاف ثابتة لمن ... قامت به كإرادة الرحمان
وإضافة الأعيان ثابتة له ... مُلْكا وخَلْقاً ما هما سِيَّان
فانظر إلى بيت الإله وعلمه ... لَمَّا أضيفا كيف يفترقان
وكلامه كحياته وكعلمه ... في ذي الإضافة إذ هما وصفان
لَكِنَّ ناقته وبيت إلهنا ... فكعبده أيضاً هما ذاتان
فانظر إلى الجهمي لما فاته الحـ ... ـق المبين الواضح التبيان
كان الجميع لديه باباً واحداً ... والصبح لاح لمن له عينان١
قال الشيخ الدكتور محمد خليل هراس في شرح هذه الأبيات: "يريد المؤلف في هذا الفصل أن يفرق بين ما كان من الأعيان مخبراً عنه أنه من الله؛ وبين ما كان من الأوصاف كذلك. وأن يفرق أيضاً بين ما كان من الأعيان مضافاً إلى الله، وبين ما كان من الأوصاف كذلك.
فالمخبر عنه بأنه من الله على نوعين لأنه:
إما أن يكون عيناً من الأعيان.
أو وصفاً قائماً بالعين.
١ شرح القصيدة النونية ١/١٣٨.