للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك, أنا بك وإليك تباركت وتعاليت استغفرك وأتوب إليك". ولكن هذا إنما حفظ عنه في صلاة الليل, وربما كان يقول: " الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا, والحمد لله كثيرا والحمد لله كثيرا, وسبحان الله بكرة وأصيلا". وربما كان يقول: "الله أكبر الله أكبر لا إله الا أنت لا إله إلا أنت. سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده". ثم يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". وربما قال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخة ونفثه وهمزه". وربما قال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه" ثم يقرأ فاتحة الكتاب. فإن كانت الصلاة جهرية أسمعهم القراءة ولم يسمعهم بسم الله الرحمن الرحيم فربه أعلم هل كان يقرؤها أم لا؟.

وكان يقطع قراءته آية آية: ثم يقف على {رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم يبتديء {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ويقف ثم يبتديء: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} على ترسل وتمهل وترتيل يمد "الرحمن" ويمد "الرحيم" وكان يقرأ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بالألف يعني: لا يقرأ "ملك" وهي قراءة, وإذا ختم السورة قال: "آمين". يجهر بها ويمد بها صوته. ويجهر بها من خلفه حتى يرتج المسجد.

واختلفت الرواية عنه هل كان يسكت بين الفاتحة وقراءة السورة أم كانت سكتة بعد القراءة كلها؟ فقال يونس عن الحسن عن سمرة: حفظت سكتتين سكتة إذا كبر الإمام حتى يقرأ, وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب, وسكتة عند الركوع. وصدقه أبي بن كعب على ذلك. ووافق يونس أشعث الحمراني عن الحسن فقال: سكتة إذا استفتح وسكتة إذا فرغ من القراءة كلها.

وخالفهما قتادة فقال عن الحسن أن سمرة بن جندب وعمران بن الحصين تذاكرا فحدث سمرة أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة: {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فقط فحفظ ذلك سمرة وأنكر عليه عمران بن حصين فكتبا في ذلك إلى أبي كعب فكان في كتابه أن سمرة قد حفظ.

وقال قتادة أيضا عن الحسن عن سمرة: سكتتان حفظتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

<<  <   >  >>