للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكان يقرأ في فجر يوم الجمعة سورة {الم تَنْزِيلُ} "السجدة" و {هَلْ أَتَى} كاملتين ولم يقتصر على إحداهما ولا على بعض هذه وبعض هذه فقط, وكان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة "الجمعة" والمنافقون" كاملتين ولم يقتصر على أواخرهما, وربما كان يقرأ بسورة "الأعلى" و "الغاشية" وكان يقرأ في العيدين بسورة "ق" و "اقتربت الساعة" كاملتين ولم يقتصر على أواخرهما, وكان يقرأ في صلاة السر سورة فيها السجدة أحيانا فيسجد للسجدة ويسجد معه من خلفه, وكان يقرأ في الظهر قدر: {الم تَنْزِيلُ} "السجدة" أونحو ثلاثين آية, ومرة كان يقرأ فيها بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} ونحوها من السور. ومرة بـ "لقمان" "والذاريات". وكان يقوم في الركعة الأولى منها حتى لا يسمع وقع قدم.

وكذلك كان يطيل الركعة الأولى من كل صلاة على الثانية, وكانت قراءتة في العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة آية, وكان يقرأ في المغرب بالأعراف تارة وبالطور تارة والمرسلات تارة وبالدخان تارة.

وروي عنه أنه قرأ فيها بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تفرد به ابن ماجه, ولعل أحد رواته وهم من قراءته بهما في سنة المغرب, فكان يقرأ بهما في سنة المغرب فقال: كان يقرأ بهما في المغرب أو سقطت "سنة" من النسخة والله أعلم.

وكان يقرأ في عشاء الآخرة بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} وسورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ويسجد فيها جميع من خلفه وبـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ونحو ذلك من السور, وكان إذا فرغ من القراءة سكت هنيهة ليرجع إليه نفسه.

فصل

ثم كان يرفع يديه إلى أن يحاذي بهما فروع أذنيه كما رفعهما في الاستفتاح, صح عنه ذلك كما صح التكبير للركوع, بل الذين رووا عنه رفع اليدين ههنا أكثر من الذين رووا عنه التكبير, ثم يقول الله أكبر ويخر راكعا ويضع يديه على ركبتيه فيمكنهما من ركبتيه وفرج بين أصابعه وجافى مرفقيه عن جنبيه ثم اعتدل وجعل رأسه حيال ظهره فلم يرفع رأسه ولم يصوبه, وهصر ظهره- أي مده- ولم يجمعه, ثم قال: "سبحان ربي العظيم".

<<  <   >  >>