للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فيقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: [الأصل الخامس: بيان الله سبحانه لأولياء الله وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعداء الله والمنافقين والفجار، ويكفي في هذا آية في سورة آل عمران، وهي قوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:٣١] الآية.

وآية في سورة المائدة، وهي قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:٥٤] الآية.

وآية في سورة يونس، وهي قوله: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:٦٢-٦٣] ، ثم صار الأمر عند أكثر من يدعي العلم وأنه من هُداة الخلق وحفّاظ الشرع إلى أن أولياء الله لابد فيهم من ترك اتباع الرسل، ومن تبعهم فليس منهم، ولابد من ترك الجهاد، فمن جاهد فليس منهم، ولابد من ترك الإيمان والتقوى، فمن تعهد بالإيمان والتقوى فليس منهم، يا ربنا! نسألك العفو والعافية إنك سميع الدعاء] .

هذا هو الأصل الخامس من هذه الأصول الستة المفيدة العظيمة، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في هذا الأصل: [بيان الله سبحانه لأولياء الله، وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعداء الله والمنافقين والفجار] .

هذا كالعنوان لهذا الأصل؛ فإن الشيخ رحمه الله يريد أن يقرر في هذا الأصل أن القرآن الكريم قد بين بياناً واضحاً لا لبس فيه ولا اشتباه، ولا شك في الفرق بين أولياء الله وبين أولياء الشيطان؛ فإن أولياء الله أولياء الرحمان لهم أوصاف ميَّزهم الله سبحانه وتعالى بها في كتابه، وذكر ذلك لئلا يشتبه حال أولياء الله بأولياء الشيطان؛ لأن من أولياء الشيطان من يلبِّس على الناس، فيظهر ولايته للرحمان، وأنه من عباد الله الصالحين الأتقياء الأنقياء، والأمر على خلاف ذلك، فلما كان مدّعو الولاية كُثُراً بين الله سبحانه وتعالى الفصل بين هؤلاء وبين غيرهم، وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالةً لطيفةً سمّاها (الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان) ذكر فيها ما وصف الله سبحانه وتعالى به أولياءه، وما ميزهم به عن أولياء الشيطان، وذكر فيها أشياء كثيرةً مفيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>