وهذا الخوف إذا قُرِنَ بقِصَرِ الأمل كان عونًا للعبد على ذكر القيام ومداومتِه.
٦ - استحضارُ العبدِ شهودَ الله لصلاتِه وحضورَه إياها، وسماعَه لتلاوته واستجابتَه لدعائِه وقبولَ توبتِه واستغفارِه، فإنَّ اللهَ سبحانَه ينزلُ ثلثَ الليلِ الأخيرِ إلى السماءِ الدُّنيا، فيُعطي من سأل ويجيبُ من دعا ويغفرُ لمن استغفر، وقد ثبت ذلك في الحديثِ الذي رواه أبو هريرةَ –رضي اللهُ عنه- أنَّ رسولَ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم- قال:(ينزلُ اللهُ تباركَ وتعالى إلى السماءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ حين يمضي ثلثُ الليلِ الأولِ فيقول: أنا الملك أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له، من ذا الذي يسألني فأعطيَه من ذا الذي يستغفرني فأغفرَ له) أخرجه مسلم.
٧ سلامةُ القلبِ للمسلمين فلا يحقد على أحدٍ بل ويبيت وهو لا يحمل على أحدٍ ضغينةً ولا وزرًا، فإذا وجد في نفسِه من ذلك شيئًا أحلَّهم قبل أن ينامَ وجعل ذلك صدقةً عليهم، فإذا تصدَّقَ بمظلمتِه على المسلمين تصدَّقَ اللهُ عليه ورَحِمَه وبعثَه ليحصِّلَ خيرًا مما تصدَّقَ به.
٨ الابتعادُ عن المعاصي والذنوبِ، والإقبالُ على الطاعاتِ والحسناتِ، والإكثارُ منها سائرَ اليومِ، يسهِّلُ قيامَ الليلِ، لأنَّ من حفِظ اللهَ في يقظتِه حفظه اللهُ في منامِه، ومن كان على طاعةٍ سائرَ يومِه سهُل عليه القيامُ بالطاعاتِ في الليلِ، وقد قال أحدُهم: اليومُ الذي أصومُ فيه أيسر عليَّ في القيام بعدَه في الليلِ من الأيامِ التي لا أصومُ فيها، لأنَّي أشعرُ أنَّ قلبي أكثرُ رقةً. وكما قيل: الحسنةُ تجرُّ أختَها.
٩ الإعراضُ عن فضولِ الدُّنيا، فإنَّ التعلُّقَ بالدُّنيا والنومَ معَ التفكيرِ فيها يُبعدُ التفكيرَ في الآخرةِ، فلا يجتمعُ ضدان.
١٠ اجتنابُ كثرةِ الأكلِ والشربِ والخلطةِ بلا حاجةٍ، لأنَّ ذلك يورثُ غفلةَ القلبِ، وامتلاءُ البطنِ يمنع من القيامِ، فالأكلُ الكثيرُ يستوجبُ النومَ الكثيرَ.*