١١ الابتعادُ عن الأعمالِ الشاقةِ والمرهِقةِ للجسدِ بلا فائدة، والتي يحتاج الجسدُ بعدَها إلى راحةٍ ونومٍ مستغرقٍ.
١٢ إلزامُ النفسِ الهمَّ بالقيامِ وهذا الهمُّ لا يتأتَّى إلا بصدقِ الطلبِ والحرصِ، سُئل المحاسبي عن الدليلِ على أنَّ الهمَّ يوقظ صاحبَه، فقال: "الدليلُ على ذلك أنَّ العبدَ قد ينام الليالي الكثيرةَ، فلا يستيقظ إلا بقربِ وقتِ صلاةِ الفجرِ أو بعدَه، حتى إذا عرضت له حاجةٌ من حوائجِ الدُّنيا يهتمُّ بأن ينالَها، ويحذرُ أن تفوتَه إن لم يدلج لها، فإذا نام مهتمًا بالقيامِ وقد ألزم قلبَه الحذرَ من أن يذهبَ به النوم ُفيفوتَه البكورُ تيقَّظَ في الليلِ مرارًا لغيرِ الوقتِ الذي ينتبه له، يحرِّكه الاهتمامُ والحذرُ اللذان نام وهما في قلبِه، فإذا كان الاهتمامُ والحذرُ لأمرِ الدنيا يوقظان عقلَه وينبهانِه بعدَ ما نام وذهب عقلُه؛ فهما أولى أن يوقظاه لأمرِ الآخرةِ وهو يقظان لم ينم.