نود في هذا الباب أن نقف أمام بعض القواعد الإملائية، التي شرحت في الأبواب السابقة، وقفة تأمل وبحث ومناقشة، يشجعنا على ذلك عدة أمور، منها:
١- أن هذه القواعد ليست موضع اتفاق بين العلماء قديما وحديثا، ومن الخير مناقشة آرائهم المتضاربة مناقشة علمية، قد تسفر عن حسم الخلاف، وتيسير الكتابة على أصول يتفق عليها.
ومن المسلَّم أن هذه الخلافات كانت مدعاة إلى الحيرة والاضطراب ولكنها -كذلك- قد تكون مفيدة لنا فيما نحن بسبيله الآن من العمل على تيسير القواعد الإملائية وتهذيبها، وقد جاء في تقرير لجنة الإملاء بمجمع اللغة العربية -الدورة الرابعة عشرة: ومن حسن حظنا أن علماء الرسم لم يتركوا قاعدة إلا وقد اختلفوا فيها، واستفدنا من هذا الخلاف في وضع قواعد مطابقة لما نريد من التيسير والتذليل. صفحة ٩٨ من الجزء الثامن من مجلة المجمع.
٢- أن هذه الخلافات التي نراها في الرسم الإملائي، كأنها تنادي بأن الكلمة الأخيرة لم تُقَل بعد في تحرير القواعد الإملائية وضبطها وإحكامها، وأن الباب مفتوح لكل من تدفعه الحماسة والغيرة، ليقول كلمة هادية، أو يدلي برأي ناضج رشيد.
٣- أن هذه المحاولة قد قام بها في العصر الحاضر كثير من أولي الفطنة