للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنده وتُقبَر بين أوراقه المتداخلة، وتغيب في (الدشت) الذي لا يخلو منه بيت العالم، ولم يكن من المألوف أن يعني کاتب الوصية بالاحتفاظ منها بنسخة قبل إرسالها، بل ربما حصل ذلك بمبادرة من تلاميذه الذين يسارعون إلى تدوينها قبل أن تأخذ طريقها إلى الموصى بها.

وقد ذكروا في سيرة ابن تيمية (وهو كثير الإسهام في باب الوصايا) أنه كان يسأل عن مسألة، فيكتب جوابها للسائل وهو غريب عن البلد - فإن حضر من يبيضه (ويحتفظ بنسخة منه) وإلا أخذ السائل خطه ورحل (١) .. وكان هذا آخر العهد بذلك الأثر العلمي الذي قد يفارق صاحبه إلى غير لقاء، إذا لم يتح فيما بعد الاستنساخ عن هذه المخطوطة الوحيدة ليشتهر أمرها ويضوع نشرها بدلا من أن يضيق نفعها أو يضيع أثرها.


(١) العقود الدرية ٦٥، ثم يقول: فإن وجد من نقله من خطه وإلا لم يشتهر ولم يعرف.

<<  <   >  >>