للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دلالة عل اختصاص الرب سبحانه بذلك دون كل أحد من خلقه، لأن في أول كل آية منها قوله: (أمْ مَنْ) وفي آخر كل أية منها قوله: (أإله مع الله)، فافهم واعلم، لازلت مُوَفَّقًا.

***

واحذر من الغلو، فإنه شر من التنقص بالصالحين، وكل منهما ضلال مبين، وذلك لأن التنقص عدوان على البشرية، والغلو عدوان على الإلهية. كما أن التعطيل شر من التمثيل، مع أن كلا منهما كفر، فإن التمثيل يتضمن إثبات وجودٍ ناقص، والتعطيل يستلزم العدم، والوجود كيفما كان: خير من العدم بكل حال (١).


(١) التعطيل هو: نفي صفات الله تعالى لعدم إدراكها إلا بالمشابهة ففروا منها إلى التعطيل. والتمثيل هو: حمل صفات الله تعالى على الظاهر المعروف للبشر ويسمى أيضا التجسيم والتشبيه. ووراء هذين الاتجاهين المكفرين ثلاث طرائق تتعلق بصفات الله تعالى وهي:
- الإثبات وهو القول بمدلول الصفة والحكم بالمراد من اللفظ على وجه يليق بذاته تعالى دون تشبيه ولا تأويل.
- التفويض وهو التصديق بالصفة وتفويض المراد بها إلى الله، مع التنزيه عن التشبيه أيضا وعدم تكلف التأويل.
- التأويل وهو حمل المراد على ما يليق بذاته تعالى وصفاته دون القطع بأنه مراد الله لعدم الدليل أي حمله على المجاز.

<<  <   >  >>