وكنت أخبرتك أن سيدنا شيخ الإسلام تقي الدين أبا العباس أحمد بن تيمية- أيده الله وأحسن إليه- أوصاني مرة في سنة ثلاث وسبعمائة، وصية بليغة حفظت منها قوله: لا تقصد رضا الناس بأقوالك ولا أفعالك: فإن رضا الناس غاية لا تدرك، اليوم إن تُرْضِ الناس يشكروك، وفي غير تسخطهم يذمّوك، انقضى عمرك بين شكرهم وذمهم ولا حقيقة لأحدهما، بل إذا عرض لك أمر فيه طاعة الله أقدم عليه ولو أن في قبالته ألفا يذمونك، فإن الله تعالى يكفيك شرهم، عملا بما ثبت عن