واعلم أنّ النكتة التي ذكرتها في التجنيس، وجعلتُها العّلةَ في استيجابه الفضيلة وهي حُسْن الإفادة، مع أنّ الصورة صورةُ التكرير والإعادة وإن كانت لا تظهر الظهورَ التامَّ الذي لا يمكن دَفْعُه، إلا في المستوفَى المتفق الصورة منه كقوله:
ما مات من كَرَم الزمانِ فإنه ... يَحْيَى لدَى يَحْيَى بن عبد الله
أو المرفُوِّ الجاري هذا المَجْرَى كقوله:" أودَعانِي أمتْ بما أوْدَعاني "، فقد يُتَصَوَّر في غير ذلك من أقسامه أيضاً، فمما يظهر ذاك فيه ما كان نحو قول أبي تمام:
يَمُدُّون من أيدٍ عَواصٍ عَواصِمٍ ... تَصُولُ بأسْيافٍ قَوَاضٍ قَواضِبِ