قَوْعاً، أراد يعلوها وَيَثبتُ عليها، وشبّه بالحبشي في هذه الحالة المخصوصة، لما يكون له عند ارتقائه في السُلَّم من تَصعُّدِ بعضِ أعضائه وتسفُّل بعضِ، على اضطراب مفرطٍ وغَيْثَرة شديدة، وذلك كما ترى في أنه اختلافٌ في جهات أبعاض الجسم على غير نظام مضبوط، كحركات الفصيلِ في الماء وقد خلا له، وقد عرَّفتك أن الاختلاف في جهات الحركات الواقعة في أبعاض الجسم، كالتركيب بين أوصاف مختلفة، ليحصُل من مجموعها شبه خاصّ. واعلم أنّ هذه الهيئات يغلبُ عليها الحكم المستفاد من العبرة الثانية، وذلك أن كل هيئة من هيئات الجسم في حركاته إذا لم يتحرك في جهة واحدة، فمن شأنها أن تقِلَّ وتعزّ في الوجود، فيُباعدها ذلك أيضاً من أن تقع في الفكر بسرعة، زيادةَ مباعدةٍ مضمومة إلى ما يوجب حديثُ التركيب والتفصيل فيها،، ألاَ ترى أن الهيئة التي اعتمدها في تشبيه البَرْق بالمصحف، ليست تكون إلا في النادر من الأحوال، وبعد عَمْد من الإنسان، وخروج عن العادة، وبقصدٍ خاصّ أو عَبَثٍ غالب على النفس غير معتاد وهكذا حال الفصيل في وثوبه على أُمّه ليثيرها واستنانِهِ في الماء ونَزْوِهِ، كما توجبه رؤيتُه الماءَ خالياً،