ومغترب بالمرج يبكي لشأنه ... وقد غاب عنه المسعدون على الحب
إذا ما أتاه الركب من نحو أرضه ... تنشق يستشفي برائحة الركب
فلما سمع الصوت رق عليها، وعلم أنها اشتاقت إلى بغداد فأمر بردها. وقال إسحاق الموصلي: كانت علية إذا طهرت لزمت المحراب وقرأت القرآن!! وإذا لم تصل غنت، وكانت تكاتب الأشعار خادمين: يقال لأحدهما: طل وتكنى بظل، والآخر: رشا وتكنى عنه بزينب على أنهما جاريتان، فحجب طل عندما أحس الرشيد بما بينهما فقالت:
أيا سروة البستان طال تشوقي ... فهل لي إلى ظل إليك سبيل؟
متى يلتقي من ليس يرجى خروجه ... وليس لمن تهوى إليه دخول؟!
وكان الرشيد قد حلف عليها ألا تكلم طلاً ولا تذكر اسمه فدخل عليها غفلة وهي تقرأ في المصحف:" فإن لم يصبها وابل فطل " فما نهى عنه أمير المؤمنين؛ فضحك، وقبل رأسها وقال: ولا كل هذا!! ... وقد وهب لك طلاً.