١٧٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: صَحِبَ رَجُلٌ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: أَكُونُ مَعَكَ وَأَصْحَبُكَ قَالَ: فَانْطَلَقَا فَانْتَهَيَا إِلَى شَطِّ نَهَرٍ، فَجَلَسَا يَتَغَدَّيَانِ وَمَعَهُمَا ثَلَاثَةُ أَرْغِفَةٍ، فَأَكَلَا رَغِيفَيْنِ، وَبَقِيَ رَغِيفٌ، فَقَامَ عِيسَى إِلَى النَّهَرِ فَشَرِبَ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَمْ يَجِدِ الرَّغِيفَ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مَنْ أَخَذَ الرَّغِيفَ؟» قَالَ: لَا أَدْرِي قَالَ: فَانْطَلَقَ مَعَهُ صَاحِبُهُ، فَرَأَى ظَبْيَةَ مَعَهَا خِشْفَانِ لَهَا قَالَ: فَدَعَا أَحَدَهُمَا فَأَتَاهُ فَذَبَحَهُ، وَاشْتَوَى مِنْهُ فَأَكَلَ هُوَ وَذَاكَ، ثُمَّ قَالَ لِلْخِشْفِ: قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَقَامَ فَذَهَبَ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرَاكَ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْ أَخَذَ الرَّغِيفَ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي. ⦗٨٤⦘ قَالَ: ثُمَّ انْتَهَيَا إِلَى وَادِي مَاءٍ، فَأَخَذَ عِيسَى بِيَدِ الرَّجُلِ فَمَشَيَا عَلَى الْمَاءِ، فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرَاكَ هَذِهِ الْآيَةَ، مَنْ أَخَذَ الرَّغِيفَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَانْتَهَيَا إِلَى مَفَازَةٍ فَجَلَسَا، فَأَخَذَ عِيسَى فَجَمَعَ تُرَابًا، أَوْ كَثِيبًا، ثُمَّ قَالَ: كُنْ ذَهَبًا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَصَارَ ذَهَبًا، فَقَسَّمَهُ ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ، فَقَالَ: ثُلُثٌ لِي، وَثُلُثٌ لَكَ، وَثُلُثٌ لِمَنْ أَخَذَ الرَّغِيفَ فَقَالَ: أَنَا أَخَذْتُ الرَّغِيفَ قَالَ: فَكُلُّهُ لَكَ، قَالَ: وَفَارَقَهُ عِيسَى، فَانْتَهَى إِلَيْهِ رَجُلَانِ فِي الْمَفَازَةِ وَمَعَهُ الْمَالُ، فَأَرَادَا أَنْ يَأْخُذَاهُ مِنْهُ، وَيَقْتُلَاهُ، فَقَالَ: هُوَ بَيْنَنَا أَثْلَاثًا. قَالَ: فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ إِلَى الْقَرْيَةِ حَتَّى يَشْتَرِيَ طَعَامًا قَالَ: فَبَعَثُوا أَحَدَهُمْ. قَالَ: فَقَالَ الَّذِي بُعِثَ: لِأَيِّ شَيْءٍ أُقَاسِمُهُمَا هَذَا الْمَالَ؟ وَلَكِنِّي أَصْنَعُ فِي هَذَا الطَّعَامِ سُمًّا فَأَقْتُلُهُمَا. قَالَ: فَفَعَلَ. وَقَالَ ذَانِكَ: لِأَيِّ شَيْءٍ نَجْعَلُ لِهَذَا ثُلُثَ الْمَالِ؟ وَلَكِنْ إِذَا رَجَعَ إِلَيْنَا قَتَلْنَاهُ، وَاقْتَسَمْنَاهُ بَيْنَنَا قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِمَا قَتَلَاهُ، وَأَكَلَا الطَّعَامَ، فَمَاتَا , قَالَ: فَبَقِيَ ذَلِكَ الْمَالُ فِي الْمَفَازَةِ، وَأُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ قَتْلَى عِنْدَهُ " وَفِي غَيْرِ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: فَمَرَّ بِهِمْ عِيسَى عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: هَذِهِ الدُّنْيَا فَاحْذَرُوهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute