ولقد كنت واحدا من هؤلاء حين نقلت عنه في كتابي الإرواء (١ / ١٠٦- ١٠٧) تجويده لإسناده، وعذري في ذلك أن معجم الطبراني لم يكن يؤمئذ مطبوعا، ولا كان لدي مصورة من مسند الشاميين، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
السلسلة الضعيفة – المجلد الثالث عشر – ص ٧٨١ - ٧٨٤
٥٣ - حديث علي رضي الله عنه قال: جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ائذنوا له، مرحبا بالطيب المطيب) أخرجه الترمذي (٣٧٩٨) وابن ماجه في المقدمة (١٤٦) والبخاري في الأدب المفرد (١٠٣١) وأحمد في المسند والحاكم في المستدرك وغيرهم، وانظر المشكاة (٦٢٢٦) والهداية (٦١٨٧) والصحيحة تحت حديث (٨٠٧) ص ٤٤٨.
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
فإن قيل: فإذا كانت رواية الجماعة هي الصواب فهل يثبت الحديث بذلك؟
فأقول: كلا، وإن كان قد صححه الترمذي والطبري والحاكم والذهبي وحسنه العسقلاني في الإصابة، وكنت تبعته في تعليقي على المشكاة، والآن بدا لي أن ذلك لا يتماشى مع القواعد الحديثية التي تشترط في كل رجال الإسناد العدالة والضبط، وهذا ما لم أجده متوفرا في هانىء بن هانىء، فإنه مجهول عند المحدثين، ولم يوثقه منهم إلا بعض المتساهلين.
السلسلة الضعيفة – تحت حديث رقم (٥٥٩٤ – ص ١٩٧)
****************************************
٥٤ - عن زينب بنت كعب بن عجرة أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرجع إلى أهلي فإني لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قالت فخرجت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني أو أمر بي فدعيت له فقال كيف قلت فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي قالت فقال امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله قالت فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا قالت فلما كان عثمان بن عفان أرسل إلي فسألني عن ذلك فأخبرته فاتبعه وقضى به)
أخرجه أبو داود (٢٣٠٠) والترمذي (١٢٠٤) والنسائي (٣٥٢٨ – ٣٥٢٩-٣٥٣٠ – ٣٥٣٢) وابن ماجه (٢٠٣١) وانظر مشكاة المصابيح (٣٣٣٢) ، هداية الرواة (٣٢٦٧)
هذا الحديث ضعفه الشيخ في الإرواء (٢١٣١) وصححه في صحيح أبي داود (٢٠١٦) وغيره
قال الشيخ رحمه الله تعالى – تحت حديث (٥٥٩٧ من السلسلة الضعيفة – قال رحمه الله:
وقد صح في حديث فريعة المعروف في السنن أنه صلى الله عليه وسلم نهاها عن الخروج، وقال لها:
(امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله)
وهو مخرج في الإرواء (٢١٣١) .....
(تنبيه هام) :
كنت ذهبت في الإرواء إلى ان إسناد حديث فريعة ضعيف، ثم بدا لي أنه صحيح بعد أن اطلعت على كلام ابن القيم فيه، وتحقيق أنه صحيح، بما لم أره لغيره جزاه الله خيرا، وازددت قناعة حين علمت
أنه صححه مع الترمذي ابن الجارود وابن حبان والحاكم والذهبي، ومن قبلهم محمد بن يحيى الذهلي الحافظ الثقة الجليل، وأقرهم الحافظ في بلوغ المرام، والحافظ ابن كثيلر في التفسير، واستعمله أكثر فقهاء الأمصار، كما قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) ومنهم بعض الصحابة كابن عمر، قال:
(لا تخرج المتوفى عنها في عدتها من بيت زوجها)
أخرجه عبد الرزاق (١٢٠٦٢) بإسناد الصحيحين، وقد صح غيره خلافه.
ولكن مما لا شك فيه أن الآثار إذا اختلفت عنهم، فالأولى بالترجيح ما كان موافقا للحديث، ولا سيما إذا أنكر على المخالف في زمانهم
فقد روى عبد الرزاق أيضا (١٢٠٥٥) والبيهقي (٧ / ٤٣٦) من طريقين صحيحين عن القاسم بن محمد:
أن عائشة رضي الله عنها كانت تخرج المرأة وهي في عدتها من وفاة زوجها
قال: فأبى ذلك الناس، إلا خلافها، فلا نأخذ بقولها وندع قول الناس!
والقاسم بن محمد هو ابن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أحد الفقهاء بالمدينة، وعائشة خالته، ومع ذلك لم يأخذ بقولها، لمخالفتها لقول الناس، وإنما هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو ظاهر، والله سبحانه وتعالى أعلم.
السلسلة الضعيفة – تحت حديث رقم (٥٥٩٧ – ص ٢٠٧ – ٢٠٩)
**************************************************
***
٥٥ - قال الشيخ رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن علل الحديث الذي أخرجه أبو داود ولفظه (إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك)
قال: وهذا إسناد ضعيف وله علتان:....
والأخرى: الانقطاع بين شريح وأبي مالك.....، فقد قال ابن أبي حاتم في المراسيل ص ٦٠ عن ابيه: