وأمثالهم يصيبه ما أصاب الصياد مع القط، قال الأسد: أخبرني كيف كانت تلك الحكاية؟
قال الثعلب: ذكروا أنه كان رجل صياده وكان يحب الصيد ويولع به فرأى في بيته ذات يوم عصفوراً داخلاً من الكوة فوثب عليه القط فاصطاده وأكله فأعجب الصياد فعل القط وعزم على أن يأخذه معه ليصطاد به، فلما أصبح أسرج جواده وقصد الصيد وأخذ القط معه وركب والقط تحت إبطه وقصد البرية فوصل إلى حوش فخرج من وراء صخرة حجلة فرمى عليها القط فطارت الحجلة وخافت من القط وأرادت أن ترجع إلى تحت إبطه فظفرت وعلقت مخاليبها في وجه الفرس فجفلت الفرس وضربت الأرض بفارسها فكان آخر العهد به.
وإنما أوردت هذا المثل ليعلم الملك أنه لا ينبغي أن يعتمد الشخص إلا على عسكره وجماعته فيقصد بهم مثل عسكر الأفيال ومصادمتهم، وأما ما ذكره مولانا السلطان في كسبهم بالليل فليس برأي أيضاً لأن ذلك إنما يكون إذا كان العدو غافلاً وعن نكبات الدهر مطمئناً وعلم ذلك بشرط أن يعلم أن عدوه لا تقوم له قائمة بعد ذلك ولا يشفق أحد عليه بعد ذلك مما له قدرة على مقاومة الكاسر، وأما إذا كان العدو مستيقظاً مستعداً فلا يصح ذلك ولا شك أن الأفيال استعدوا وأخذوا حذرهم وترقبوا خوف حصول شيء لهم من هذه المكايد وربما يكونوا عملوا حيلة نحن