بشرف مولانا السلطان ولا بأصله الزكي ومقامه الرفيع ولا بهمته العلية فإنه لا يميل إلا إلى التخلق بما كان عليه السلف الصالح والملوك الكرام كما قيل:
وإن الظلم أقبح كل قبح ... وأقبح ما يكون من البنية
وقد قيل أيضاً:
ولم أر في عيوب الناس عيباً ... كنقص القادرين على التمام
فما وسعني إلا الانحياز إلى العزلة والتعلق بذيل الانفراد والوحدة وما أمكن أن أفعل شيئاً برأيي ولا أعترض على آراء مولانا السلطان ولا أفاتحه في شيء من ذلك فإنه قد قيل في بعض النصايح لا تخاطب الملوك فيما لا يسألونك ولا تقدم على ما لا يأمورنك، إذا تركوك، فلما أذن لي في الكلام علت قطرة من بحر وقمت ببعض ما يجب على سائر الناصحين من طريق واحد ووجب علي من طرق متعددة أقواها حق الأخوة التي هي أقوى الوسائل وأعظم الصلات فإنه قد قيل السبب الذي لا يقطعه سيف حبل القرابة والبنيان الذي لا يهدمه ممر الزمان أساس الأخوة قال الله تعالى سنشد عضدك بأخيك وقال القائل:
أخاك أخاك إن من لا أخاً له ... كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح
وناهيك بحكاية الوها الضحاك فقال له السلطان: كيف تلك الحكاية أخبرنا بها فقال مرزبان: ذكر المؤرخون أن الضحاك كان من أحسن الناس سيرة وعدلاً فتزيا له إبليس في زي طباخ وصار كل يوم يهيئ له من لذيذ الأطعمة ما يعجز عنه ولا يأخذ على ذلك أجرة، واستمر على ذلك مدة إلى أن قال له الضحاك في بعض الأيام أيها الطباخ إن لك علي حقوقاً أريد أن أكافئك ببعض فتمنن علي قال: تمنيت عليك أن تكشف لي عن ظهرك فأقبل لوح