كتفك فأجابه إلى ذلك وكشف عن ظهره فقبله وغاب عن عينيه فأخذته حكة ولدغ ثم خرج من موضع تقبيله حبتان فطلب الأطباء لذلك فعجزوا عن علاجه ثم لم يروا لسكون لدغته إلا دماغ الإنسان فأكر بإلقاء القرعة كل يوم بين الناس وصار كل من وقعت عليه القرعة قبضوا عليه وقتلوه وأخذوا دماغه وعالجوا به الألم فيسكن، ففي بعض الأيام وقعت القرعة على ثلاثة أنفار فوضعهم بالسجن ليجري عليه ما جرى على أمثالهم، فجاءت الضحاك امرأة هي زوجة أحدهم وأم الآخر وأخت الثالث وتظلمت فخيرها بين أحد الثلاثة فتقدمت إلى الحبس فرأت زوجها فذكرت ما جرى بينهما من لذيذ العيش وطيب الأوقات وتحريك الشهوة النفسانية فهمت بطلبه فوقع نظرها على ابنها فرأت صباحة وجهه وتذكرت تربيتها إياه وحمله في بطنها وإرضاعها له فتعطفت عليه فقصدت أخذه فوقع بصرها على أخيها فرأته ودموعه تتساقط لأنه يعلم أنها لا تعدل عن زوجها فتفكرت طويلاً ثم قالت: أختار أخي فبلغ الضحاك ذلك فدعاها وسألها عن سبب ترجيح اختيارها أخاها