دون غيره فقالت: تذكرت زوجي وطيب عشرته فهممت باختياره ثم رأيت ابني فحنت عليه جوارحي وتذكرت ما مضى من الحمل والولادة والتربية فهممت باختياره، ثم رأيت أخي فأخذتني الفكرة وقلت أنا شابة أتزوج غير زوجي ويولد لي غير ولدي ففيهما بدل وعوض وأما الأخ فليس عنه بدل ولا عوض وذلك أن أبوينا ماتا ولا يمكن تعويضه فاخترته فاستحسن الضحاك منها ذلك ووهبها الثلاثة.
ثم قال مرزبان: وما أوردت هذه الحكاية إلا ليعلم مولانا الملك أن لي عن كل شيء بدلاً وعوضاً ولكن ما لي عن مولانا الملك من بدل ولا عوض إلا بقاء ذاته التعيسة ودوام حياته العزيزة وأخاف والعياذ بالله تعالى من الفتن التي أقبلت أن تستأصل أسلافنا الكرام وتقرض عقب أجدادنا والسلام، فاخترت العزلة لذلك وآثرت الوحدة هنالك فقال الملك: قلت الصواب ونصحت فأبلغت في الخطاب وأنا أتحقق حسن نيتك وخلوص طويتك وصدق وفائك وحسن التجائك، ولكن أريد أن يقع بيني وبين هذا الوزير المشفق محاورة، ويقع فيما أنت بصدده بحث ومشاورة فإن كلاً منكما ناصح مشفق وحكيم مدقق وعالم محقق وفاضل مونق وفي مثل هذه الأشياء كلها طال التفتيش ودق البحث وظهر الحق واتضح الصدق لا سيما إذا كان الكلام بين عالمين والسؤال والجواب من فاضلين كاملين.
فقال مرزبان: يا مولانا الملك إذا قام الإنسان في صدر المعارضة وترقى في البحث إلى المعاكسة والمناقضة لا سيما إن كان من أهل الفصاحة واللسان ومساعدة الإدراك الحسن لا يعجز عن أن يقابل الإيجاب بالسلب والاستقامة بالقلب والعكس الطرد والقبول بالرد، ويكفي في جواب المتكلم إذا أورد مسألة لا نسلم ولكن قد