وضاع عن الصاحب والرفيق فسار إليه جماعة الأسد وقصدوا تضييعه بالغاب والسر فإنهم كانوا لشدة القدم الهبوا بالضرم فناداهم الأسد ويلكم كفوا وعن هذا الغريب عفوا لئلا يصيبكم ما أصاب كسرى من الكيد لما ركب وخرج صباحا يريد الصيد، فقبل الجماعة الأرض ووقعوا في مقام العرض وقالوا ينعم مولانا بتقرير الحكاية وقاه الله تعالى من الأسواء والنكاية.
قال الأسد: ذكروا أن كسرى الملك خرج يوما في جماعته وأهل طاعته فصادفه رجل قبيح المنظر والصورة مشوه الخلقة أعور العين المنيرة فتشاءم من طلعته وتعوذ في رؤيته وأمر بضربه فضرب ولولا تداركته شفاعة من أهل الخير لصلب ثم تركه وسار نحو الصيد بالقفار فحاش الصيد واقتنصه من عسكره عمر وزيد ورجع مسرورا فرحا محبورا وقد أدركه المسا فلاقاه ذلك الرجل وهو ملتف بكسا وكان ذا لب صحيح وعقل رجيح وفهم مليح ولسان فصيح فأبدأ كسرى بالسلام وأوقف كسرى للكلام وقال