له: أيها الملك العادل والسلطان الفاضل أسألك بالله الذي ملكك رقاب الأمم وحكمك في طوائف العرب والعجم أنعم علي برد الجواب حتى يتميز الخطأ من الصواب فإنك ملك عادل حكيم فاضل حليم فوقف بعسكره وأنصت لخبره وقال: هات مقالك وقل ما بدا لك واذكر سؤالك، فقال يا مالكا زاد الأيد كيف حالك اليوم في الصيد؟ قال: على أتم ما تريد لقد ناله السادات والعبيد قال: فهل حصل في أمور السلطنة خلل أو في الخزائن المعمورة نقص أو ملل قال: لا بل أحوال السلطنة مستقيمة وديم الخزائن مقيمة مستديمة قال: فهل ورد اليوم خبر يؤذن بتشويش أو خلاف أو تغير أو تغلب أو اعتساف؟ قال لا بل الجوانب آمنة مطمئنة والثغور من الأعداء والمخالفين مستكنة قال: أصاب أحد من الخول أو الخدم مصب قال: لا بل كلهم آمنون من الضرر والضير، قال: فلم ضربتني وأهنتني وعلى ما أسرتني وطردتني؟ قال لأن الصباح بوجهك مشؤوم وهذا أمر معلوم قال: سألتك بالله الذي تتقلب في مواهبه إن كان الشام فعلى صاحبه أنا تصبحت بك وأنت تصبحت بي فأنت أصبت الذي ذكرت وقد علمت ما هو بي ومع جزائي إنما عبت الصائغ وغفلت عن ما أودعته قدرته من أسرار بدائع صنعته فإني لا اختيار لي فيما فطرني عليه ولا مدافع ولا حيلة فيما قدره ولا مانع، وكما يقول الشاع: