صدق قول المرأة فيه وحققه وتيقن قول المرأة فيه وأمر بإيصاله بما ينكيه ثم طلب المقارع وشد منه المكارع وضربوه ضرباً أعسفه إلى أن يتلفه فنادى الأمان الأمان أمهلني ثلاثة أيام من الزمان فتركوه وأمهلوه وقيدوه وأطلقوه فصار يدور في الخرائب ويتضرع تضرع الطيد النائب، ففي ثالث الأيام دخل إلى مكان خراب وأخذ في البكاء والانتحاب فنادته حية من بعض الشقوق ما بالك يا ذا العقوق فأخبرها بحاله وما جرى عليه من نكاله فقالت له: ماذا تجعل علي إذا أنا أخبرتك بالمناك وفضضت عن مسك تعبيره الختام؟ قال: أكون لك وصيفاً وأعطيك مما أ"طاه نصيفاً قالت له إن الملك رأى في منامه أن الجو يمطر من سمائه أسوداً ونموراً وفهوداً وبيور وأن المساء بذلك تمور والأرض بهم تخور، وتعبير هذا المنام أنه يظهر للملك في هذا العام أعداء جواسر وحساد كواسر يقصدون هلكه ويرمون ملكه ولكن سيطفئ نارهم بمياه سيوفه ويسقيهم بجنوده كاسات حتوفه فلما كشفت الحية غمته قام فأصلح لباسه وعمته وقصد باب الملك ونادى غير مرتبك وذكر المنام وعبره ووعد السلطان بالنصر وبشره فتذكر المنام وحققه واعتمد عليه وصدقه وأمر له بألف دينار وصار له بذلك اعتبار فأخذ ذلك الذهب ومسروراً به إلى أهله انقلب. ثم افتكر ما اشترط مع الحية فأبت عن الوفاء نفسه الأبية فخاف أن تطالبه بحصتها وأن تفضحه بقصتها فلم ير أوفق من قتلها وسد ذريعة سلبها فأخذ بيده عصار