للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العجاب. ثم توجه إلى أسد الشرى وعرض عليه ما جرى فتشوش لذلك فكره وسره وضاق بالهم صدره فقال: أنا عففت عن الشر والأذى وفطمت نفسي عن طيبات الغذا ليأتيني صحابي ويستأنس بي أحبابي فإذا لم يستقر خاطرهم ولم تطمئن على محبتي سرائرهم فأي فائدة لي في الحياة وكيف أخلص في كعبة المودة من كدر العيش إلى صفاة فكل ملك لا تصفو له رعيته ولا ترسخ في قلوب جنده محبته كيف يثبت سلطانه ويساعده عند مهول الشدة أعوانه، أنا بذلت جهدي وطاقتي وتشبثت بأذيال العدل على قدر استطاعتي ليطمئن خاطر الرعية فلم أر لذلك تأثيراً ولا أمنية فلم يبق لي إلا التضرع إلى مثبت القلوب وعلام الغيوب ليكشف لي عن هذه الغمة ويصلح لي هذه الأمة.

ثم تضرع إلى عالم الأسرار أن يطلعه على حقيقة هذه الأخبار وأمر بالاجتماع لطائفة من رؤوس جماعته المقيمين على محبته وطاعته وعرض عليهم هذه الأحوال وطلب منهم اكتشاف ما فيها من الأهوال وقال: أعلموا أني أمنتكم من مخافتي وبذلت لكم بذل عفتي وطاقتي وقد حققتم مرامي وتحققتموه وصدقتم أخلاقي ومطلوبي عرفتموه وعلمتم أخلاقي ومبدأ أعلامي وكل هذا لتطبيب خواطركم وتصفية سرائركم ولم أفعل ذلك عجزاً ولا خوراً ولا تهاوناً ولا سخراً وأنا الآن آمركم بواحدة هي أجل فائدة هي أن لا تكتموا عني شيئاً تكرهونه مني بل أوقعوني عليه وأرشدوني إليه ثم اجهدوا أني أمنعه عني فإني فيكم أجل محبوبي من أهدى إلى عيوبي، وقد قال سيد الأنام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام اللهم بلغه التحية عنا من غشنا فليس منا.

وإنما أوردت هذا الكلام في هذا المقام بخصوص الخاص والعام

<<  <   >  >>