فعلم الدب أنه افتضح وسره اتضح فنهض وما قعد ودخل على الأسد فرأى الجمل مطرقاً فأبقوه منطقاً فمد صولجان اللسان وخلف كثرة البيان وسابق بالكلام خوفاً من الكلام وقال بلسان طلق كلاماً غير قلق أعلم يا لئيم أنك لو سكت عن كلامك القبيح في وقتك الفسيح لكن أصوب وأحسن وأعجب، ألم تعلم أنك لما فهت بما فهت وقلت ما قلت قصدت به هلاك الملك وهذا من قبح شيمك وقد أزال الله سترك وأبدى أمرك لا جرم جرمك حسبك يكفيك أمسك أخرصك ربك العظيم بإثمك، فأبهت الأسد من هذا الكلام وتحير الغراب من هذا الأمر العجاب ووقعوا في الارتياب واشتبه الباطل بالصواب فقال الجمل للدب: يا فقير اللب يا قليل الصفة وعديم المعرفة وأنحس أفاك وأنجس تباك أتظن أني عاجزاً عن كلامك وخطابك م قاصر عن تجيهك وملامك أما تعي أني قصدت ستر عورتك وأطفأ نارك وهلكتك وتفكري في تلافي قضيتك وإخماد شر مصيبتك وإهماد ضرام فتنتك وعلى تقدير