للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التسليم وإني قلت هذا القول العظيم أكنت معك منفرداً أم رأيت بينناً أحداً؟ فإن كان بيننا أحد فاحضره إلى حضرة الملك فإني أرضى به أن يبين ولا دافع لي فيما أقول وأمعن ولا مطعن وإن كنت أنت وحدك فما منعك عن نصح الملك وسدك فأنت إذاً خائن أو بائن وهذا أمر ظاهر باين والله مالك مثل مع المسكين الجمل إلا امرأة النجار لما دخلت الدار قال الأسد الهصور: اخبرنا يا أبا أيوب كيف كان هذا الحديث؟ لنقف به على سر هذا الدب الخبيث.

قال الجمل: بلغني من رواة الأخبار أنه كان رجل نجار له زوجة تخجل الأقهمار كأنها الدنيا بحسن صورتها وتقبح بخبث سيرتها فكانت كلما رقد زوجها وهو تعبان انسابت إلى الرفاق والإخوان انسياب الثعبان فتقضي الليل بالانشارح وتغيب إلى وقت الصباح ثم تنشيى عائدة فلا يستيقظ الزوج إلا وهي عنده، راقدة ففطن النجار لفعلها وراقب ليلة ختلها فتراقد في الفراش وخرجت هي لطلب الهراش فنهض ورآها النجار وأرصد باب الدار واستمرت هي وصاحبها وزوجها يراقبها فلما عادت راجعة وجدت الدار مانعة فطرقت الباب من غير اكتراث وارتياب فناداها يا خائنة اذهبي حيث كنت كائنة فقالت استر لي هذه الذنوب فإني بعد اليوم أتوب فقال: لا والله الرحمن حتى تفتضحي بين هؤلاء الجيران فقالت الموت أهون لي من الفضيحة فاستر لي هذه القبيحة ولحت عليه وتضرعت لديه فلم يفتح لها باباً ولم يرد عليها جواباً فقالت والله اللطيف الخبير لئن لم تفتح لي لألقين نفسي في هذا البير ولأرمينك في فتيل بين الجليل ووالحقير ثم عمدت إلى حجر كبير وطرحته ف البير ثم التصقت بالباب لتنظر ما يبرزه القضاء من الحجاب، فلما سمع زوجها حسن إلقاء الحجر فتح الباب وإلى البئر

<<  <   >  >>