للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ابتدر وتصور أن تلك الباغية ألقت نفسها في الهاوية فما توقفت أن دخلت الدار وأغلقت الباب دون زوجها النجار وأحكمت الابتهاج وأوقدت السراج وملأت الدنيا بالعياط وأخذت في الهباط والمياط، فاجتمع الجيران ونظروا ما هذا الإنسان فقالت هذا الرجل الظالم لم يتركني كل ليلة حتى أنام ثم يتوجه إلى الزواني ويتركني حتى أقاسي القلق والوحدة والهيام فأخذ الزوج يحلف بالله ذي الجلال ويذكر للجماعة حقيقة هذا الحال فمنهم من يصدق ومنهم من يكذب وهو ما بين مصدق ومكذب فلم يزالا على عويل وصياح إلى الفجر والصباح فحضرا إلى القاضي واختصمها وشهدوا بصلاح الرجل والصلحا والعلما واحتمعت الألسن الصادقة وأجمعت بمقالاتها ناطقة أن المرأة زانية فاسقة ولولا ذلك لذهب البري غلطاً وانقلب صواب المحق الصادق خطأً والرجل إذا غلب عن فعل الشجعان يستعمل أفعال حبائل الشيطان ويتشبث بمكر النسوان العظيم الخسران وإنما أوردت هذا المثل لتعلم خيانة الدب وبراءة الجمل فعلم الأسد باطن القضية بالقوة الذهنية وكان اسجان ماهر ثعلب وصفه كاسمه ساحر أمره بتسلمهما وأوصاه أن يحتفظ بهما لما استقرا في قبضة الحبس واستمر أمرهما تحت آثار اللبس توجهت الفأرة التي كانت سمعت مناجاتهما واطلعت من أول الأمر على حكاياتهما إلى الساحر السجان وسأله عما آل إليه أمرهما من الشأن فأخبرهما بحالهما وعن عاقبة أمرهما وأنه ليس

<<  <   >  >>