للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأردت في طريق مصاحبتهم السلوك فإنك تحتاج في ذلك المنهاج إلى صفات جميلة وخصائل نبيلة فتتحلى بجمالها وتتعلى بكمالها وتتجلى في شمائل جمالها الأولى أن تقدم في مصادرك ومواردك مراد الملك على جميع مقاصدك وأن تتلقى أموره بالتعظيم وتقيم أوامره بالاحترام والتفخيم، الثانية تحسن أقواله وتصوب أفعاله وتزين أحواله وتتعامى أوحاله وترده بوجه لا يجلى إلى تشويشه ولا يحتاج فيه إلى تهويشه، الثالثة تجتهد في صيانة عرضك عن وصمة الخنا وإياك أن تقول أنا فإن ذلك يوقع في العنا الرابعة أن يعد الدوام ومرور الأيام خدماتك الوافرة عن حقوق نعمة قاصرة، الخامسة إذا وقعت منك زلة فلا تعد لها جموع القله بل اطلب لتلك الهفوة في الحال محوه واقصد مراحمه وعفوه، فإن الذنوب إذا تراكمت وتجمعت وتراحمت أشبهت المزبلة ففاحت روايحها المنتنة، والشخص غير معصوم والآدمي بالخطأ موسوم السادسة احفظ وجهك في حضرته عن التقطيب وكلامك عن أن يفوح منه غير الطيب، السابعة إياك ومصادقة أعدائه ومصادمة أوليائه الثامنة كلما زادك رفعة وتقريبا مل إلى التواضع تصويبا، التاسعة إذا استعملك في أمر ولو المشي على الجمر فلا تطلب منه أجر ولا تبدي لذلك ذكر فإن الطمع يورث العقوق ويسود وجه الحقوق العاشرة ولا تدخر عنه نصيحة ولو تكون في الخلوة لئلا تؤدي إلى الفضيحة وإياك أن تتعدى القواعد الكسروية وقوانين الملوك الفرسية إن أعظمها أن يعرف كل إنسان تقصير نفسه في خدمة مخدومه وقدر نعمة سيده وهمة ملكه ومقام مرسومه.

قال الذكر: أخبريني يا فخر القواعد بشيء من تلك القواعد قالت الأنثى: من القواعد الكسروية الدائرة بين البرية ما وضعها بعض الملوك وحمل فيها على السلوك وكان ملكا مشهورا

<<  <   >  >>