للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الطمع وتجرعنا من كاسات المخاوف جرعاً بعد جرع فوصلنا بحمد الله تعالى إلى جنابك الأمين وبشرنا مبشر الإقبال أنك لنا بكل خير ضمين فحمدنا السرى وأنشدنا الشعرا مبشراً ونعم البشارة والتصريح والإشارة وأنشد:

وجدنا من الدنيا كريماً نؤمه ... لدفع ملم أو لنيل جزيل

وإن لم تكن بيننا سوابق خدمة لكن تعارف أرواحنا له قدمه من أن ذاتك الجميلة وما جبلت عليه من صفات نبيلة تغني قاصد صدقاتك عن واسطة جميلة وأني لواثق بإسدائك المعاريف الجليلة وأن ظني بوفاء مكارمك يا خير من له في ملك صادق فاسأل إحسانك يا ذا الخير إيصالي إلى خير من ملك ملك الطير وإن كانت رفعته مكانه في العيوق ودون الوصول إليه بيض النوق لكن بواسطة الوسيلة يحصل الشرف والفضيلة ولا زالت الأكابر تأخذ بيد الغرباء الأصاغر ولربك العلو والشرف والسمو والعطف والحنو. فاهتز اليؤيؤ بهذا الكلام وارتاح وظهر في وجهه تأثير المسرة والارتياح وأنشد يقول بلسان ذلول:

قدمت بأنواع المسرة والهنا ... على خير منزول وأيمن طائر

فأهلاً وسهلاً ثم أهلاً ومرحباً ... وبشراً ويسراً بالعلا والبصائر

أعلم أن قدومك قدوم صدق ومرافقتك سبب للرفق ورؤيتك فتح باب الفتوح ونظرتك غذاء للقلب والروح أبشرا بكما تؤمل وتختار ذهب العثار وجاء الأمن واليسار والبشر والاستبشار وأصبت مرامك وأرحت مقامك وآنست منزلك ونلت مأملك فطيب خاطرك وبشر أهلك وعشائرك وأخبر غائبك وحاضرك، لقد قادك الرأي السديد والأمر الرشيد والفأل السعيد إلى أن لوبت إلى ركن شديد ملك عظيم خلقه كريم وفضله جسيم وجوده عظيم

<<  <   >  >>