العتاب وتوجه إلى حضرة العقاب ثم رجع على الفور ووجهه يلمع بالنور ودعا اليعثوب وتوجه وهو محسوب وشرعا في السير إلى خدمة ملك الطير فصعدا في جبل يساوي في المثل قبة الفلك أو مركز الحمل يستمد السحاب من ماء واديه وتسبح سبحات المياه من وفي بحر ناديه يغرق جبين الوهن في صعود عقباته ويقصر سلم الهوى عن الوصول إلى أدنى درجاته، فلم يزالا يسيران وفي الجو يطيران حتى بلغا مقام الإمام الحجل واليؤيؤ واقف مواقف الخجل ينشد هذا الكلام ويتغنى بحسنه في مدح الهمام:
لكل أعلى إمام أسرة تقتدى به ... وأنت لأهل المكرمات إمام
فوصلا من تلك المدارج إلى أعلى المراقي والمعارج وترقيا في تلك المسالك عن دركات المهالك حتى انتهيا إلى أوج ربا الشمس في حضيضه وتركا دور الدراري في قعر مغيضه فدخلا رياضاً تلونت ومروجاً بأزهارها تحسنت وأرضاً قال لها صانع القدرة تكوني كأخلاق الكرام العطرة، فطينتها من المسك والزعفران تكونت وأخذت الأرض زخرفها وأزينت وابتهج رضوانها برضوان خازن الجنان ثم إلى جدار سلطنة العقاب بعد مقاسات عقاب العقاب فوجد السلطان الطير جالساً على السرير وقد اكتنفه من الطير كل كبير وصغير وأنواع الجوارح في الحلقات والطير في الجو صافات كل يفدي الملك ويقدم جسده وروحه ويسبح من أعطاه الملك وكل قد علم صلاته وتسبيحه جل جلاله وتعالى سبحانه، فتقدم اليؤيؤ إلى الحضرة والملك في أبهى نضرة فقبل الأرض بين يدي السلطان ووقف في مكانه وقال شخص يليق في خدمة الملوك عارف بطرائق السلوك واقف بالباب يروم تقبيل الأعتاب طالب الدستور والإنعام بالحضور ليشمله النظر الشريف ويغنم بحظ