للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بلاد الإسلام وعباده إلى يوم يلقى معاده ويجازيه بالحسنى وزيادة. وهذه أيها الملك طريقة الملوك ومن إنسهم بسهم في هذا السلوك وإياك أيها الملك العظيم وصاحب الملك الجسيم الأخذ للمال من غير حله ووضعفه في غير محله ولو كان موضع الخير أو قصد به نفع الصغير فإنه لا ينبغي خيره ولا يفي بشره بل ولا يقوم نفعه بضره وذلك كلوازم الفارس وبنيان المدارس وتعيين المساجد وتعمير المعابد وسد الثغور وعمارة القناطر والجسور والقبور وعمل مصالح الجمهور على أحسن وجوه المعمور وإطعام الطعام وكفالة الأيتام والحج إلى بيت الله الحرام وزيارة النبي عليه السلام لا كمن مثله الوبيل وعمله الذي فيه قيل:

بنى مسجداً لله من غير حله ... وكان بحمد الله فيه غير موفق

كمطعمة الأيتام من كد فرجها ... لها الويل لا تزنى ولا تتصدقي

وقال من لا تخفى عليه الخافية: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ثم خبر عن ما يناله مما تعلمونه، فقال ولكن يناله التقوى منكم فإن توقع من هذا أجر فهو خسران وكفران ذلك استهزاء واستخفاف وهل يطلب لقبيح الحرام حسن الجزا بل الواجب رد المظالم وخلاص ذمة الظالم ورد الحقوق إلى أهلها وإيصالها إلى محالها وما يرضي ظالم غوى يحل الحرام محل الهوى أن يخرج من الدنيا سواء بسوا وإن كان والعياذ بالله صرف ذلك على الفسق والملاه ونيل الأغراض الفاسدة وقامة الحاجة فهو في أشد النكال وأعظم الهوان والخسران والوبال. وهذا مقام يطول فيه الكلام وأقل ما في الباب أن الجلال حساب والحرام عقاب وعذاب وقد سمعت يا جليل القدر ما نطق به ذلك الصدر الذي أخجل نور جبينه البدر سيد الأنام ومصباح الظلام وحبيب الملك العلام محمد المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام يوماً لأصحابه الغر الكرام رضى الله

<<  <   >  >>