عنهم وأرضاهم وجمعنا في مستقر رحمته وإياهم: أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس متن أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي أخذ من خطاياهم فطرحت عليه وقال أيضاً أفاض عليه سحائب فضله فيضا إنكم لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقتص للشاة الجمامن الشاة القرنا هذا إذا كانت هذه الخيرات المأتي بها من هذه الطاعات قد حصلت من المكاسب الطيبات والمرابح المستحسنات فهي على هذا الحصر من غير ريب ولا غدر، وأما إذا كانت من الحرام فقد حرفها الكلام ولأجل هذا الخطب الجسيم والخطر العظيم تورع من الحلال الزاهدون وشمر ذيل الرغبة عن التلوث بالدنيا العابدون. قال سيد البشر الشفيع في المحشر: لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء. وقال عليه الصلاة والسلام على ممر الليالي والأيام: اللهم اجعل رزق آل محمد في الدنيا قوتا ولا بد للملوك من خمس خصال: الأولى اجتناب التبذير، الثانية مراعاة النفس والتأمل في حالة الرضى والغضب، الثالثة تقديم مصالح رعيته على مصالح نفسه، الرابعة لا يمكن القوي من الضعيف، الخامسة لا يقدم أحدا على العلم والعلماء وليتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب. قال عليه الصلاة والسلام من قتل عصفورا عبثا جاء العصفور يوم القيامة وله صراخ عند العرش يقول يا رب سل هذا فيما قتلني من غير منفعة. فلما انتهى الحجل في الكلام إلى هذا المقام قبله العقاب بين عينيه وزاد في تقريبه إليه ومكانته لديه وإنعامه عليه.