للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مخادعته، فجاء نبي ذلك الزمان يعوده وينظر ما يريده فاستشاره الملك في أمره وما هو راء من غدره فنزل عليه الوحي قبل أن يرد له جواب بل عقب سماع هذا الخطاب أن قل لصديق يوصى بالملك إلى من يرى أنه من أهل الملك فإنه لم يبق له من العمر إلا ليلة واحدة فأخبره ذلك النبي بذلك فسلم له ورضي وتوجه إلى الله تعالى وصلى وسجد وقال في سجوده: اللهم رب الأرباب وإله الخلق قدوس تقدست يا رحمن يا رحيم يا رؤوف أنت الذي لا تأخذه سنة ولا نوم فأوحى الله تعالى إلى هذا النبي أن بشر صديقا باستجابة دعائه وإني أمهلته مدة خمس عشرة سنة ببركة عدله وطاعته وانقياده لأمري، فلما بشره سر بذلك وسجد سجدة ثانية وقال في سجوده: إله آبائي لك سجدت وسبحت وكرمت وعظمت أنت الذي تعطي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء عالم الغيب والشهادة أنت الأول والآخر والظاهر والباطن وأنت ترجم وتستجيب دعوة المضطرين أنت الذي أجبت دعوتي ورحمت تضرعي، فاستجلاب الله دعوته قبل أن يفارق سجدته وأوحى الله إلى نبيه أن قل في أمر عدوه فقال الله تعالى: أنا أكفيك أمره فلما وصل العسكر واحتاطوا بالبلد أرسل الله عليهم صيحة أخذتهم عن آخرهم وأهلكتهم وهرب سنحارب فاختفى في جبل فأدركه الطلب هناك وأحضروه لدى صديق فسجد صديق شكرا لله تعالى ودعا سنحارب إلى التوحيد فقال له سنحارب: كنت سمعت عناية ربك بك والآن فقد رأيت وحققت ولكن لا أفارق ديني فأمر به للاعتقال فأوحى الله تعالى إلى النبي أن قل له يطلقه ويرسله إلى بلاده فأطلقه وأرسله إلى بلاده ومات على دينه. ثم جلس مكانه بخت نصر ووقع من وفاته الظلم والجور

<<  <   >  >>