بعد صديق فسلك الله عليهم من أهلكهم فانظر إلى ذلك العدل وبركته وظلمه الظلم وقباحته: وذكر في التفسير المذكور في تفسير قوله تعالى: (وأن اليأس لمن المرسلين) قال: كان ملك اسمه أجب وكان عادلا وله زوجة ظالمة كافرة النفس وكان يحبها وكان في جوار بيته جنينة لرجل صالح فطلبتها زوجة الملك من الرجل الصالح فلم يسمح بذلك لها فأمهلته حتى غاب الملك وأقامت بينة كاذبة شهدت على الرجل الصالح أنه سب الملك، وكانت العادة أن كل من سب الملك يهدر ماله ودمه فقتلته واستولت على جنينته فلما رجع الملك من السفر استغاثت زوجته فلم يتعرض إليها بأكثر من ذلك فأوحى الله تعالى إلى الياس عليه السلام أن يخبر الملك بما فعلته زوجته ويأمره بالقصاص ورد الجنينة إلى ورثة صاحبها، فلما بلغ الرسالة غضب الملك، وغلبت عليه محبة الزوجة وأراد قتل الياس فهرب منه واختفى في مغارة فأرسل وراءه أربعين فارسا تطلبه فأرسل الله عليهم صاعقة أهلكتهم عن آخرهم ثم جاء الياس إلى بلدة إنطاكية فنزل في بيت المرأة وكان لها يتيم وهو يونس عليه السلام وعمره إذ ذلك سبع سنين فأمنت بالياس ثم ذهب الياس من عندها ومات في غيبته ولدها اليتيم ثم إن الياس عاد إليها وسألها عن حالها فأخبرته بموت ولدها فسأل الله أن يحييه فأحياه ولما بلغ أكرمه الله بالرسالة وأهلك الله اجب وامرأته وقومه بشؤم ظلمهم وهكذا عاقبة الظالمين والطاغين والباغين.
وينبغي أن لا يتمنى لقاء العدو ويكتفي بمشاهدة الأصحاب كما قيل في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا. وقيل للأرنب أيما أحب إليك رؤيتك للكلب أو رؤية الكلب