تأخذ ما يقوم بكفايتها من مغل ذلك الحاصل وتدخره صيفاً وشتاءً وإذا أرادت التنزه خرجت من منفذها إلى البستان فتبخترت فيه وعادت إلى وكرها فكان عيشها هنياً وأمرها رضياً ومضى على ذلك برهة من الزمان فاتفق أن في بعض الأيام خرجت للتنزه فمر بمسكنها ثعبان عظيم فنظر مكان نزهاً ومسكناً حصناً معموراً بأنواع الأطعمة محفوفاً بالحفظ من جميع الجوانب فدخل إليه واستوطنه فلما رجعت الفأرة إلى مكانها رأت الثعبان فيه فأسرعت إلى أمها وشكت إليها حالها، فقالت لها أمها: لقد ظلمك ظلماً يفوق الحدود، وتعدى عليك فيما أنت فيه وأخرجك من وطنك بغير حق ولا تتوهمي أنك تقاومين الثعبان أبداً فاطلبي لك مسكناً غيره فالأرض واسعة فلما آيست الفأرة من ذلك شرعت في أعمال الحيلة في إخراجه فراقبت الفرصة إلى أن خرج الثعبان في قائلة الحر ونام تحت وردة في ظل ظليل فتوجهت الفأرة يميناً وشمالاً فوجدت البستاني قد سقى البستان ونام في ظل شجرة وهو تعبان فوثبت