عليه وعلى وجهه فوثب قائماً فاختفى في مكان فلم ير أحداً فنام فأمهلته حتى غرق في نومه ودخلت تحت قميصه وجعلت تعبث فنهض قائماً وانتفض فسقطت وهربت فرجع ونام فأمهلته ثم صعدت على وجهه وأدخلت ذنبها في أنفه فوثب مستشيطاً فرآها وهربت منه بعيداً فأخذ يمر ويتبعها فهربت مطمعة للفلاح فيها فتبعها وهي أمامه حتى أتت إلى الثعبان فحين رأى الثعبان نسي الفأرة وقتل الثعبان فرجعت الفأرة إلى حجرها آمنة مطمئنة وإنما أوردت هذه الحكاية ليعلم أن من له عدو قوي لا يقدر على مقاومته ينبغي أن يستعمل في رفع أذاه عنه العقل الراجح والفكر المصيب الناجح فإذا ساعده في ذلك قضاء وقدر فلا شك أن أموره تنجح. وأفكاره تنتج وتصلح وهذا إذا كان الضعيف مظلوماً والظالم قوياً كالفأرة مع الثعبان أما إذا كان الضعيف ظالماً والمظلوم قوياً كحاكم مع الزاهد البابلي فإنه مظلوم معكم، فإنه على الحق سالك مسلك الصدق وأنتم له ظالمون وعن الحق خارجون فهذا مشكل فأنى يرجى لكم النصر عليه وكيف ترون الوصول في تنفيذ الغرض لديه لا سيما إذا كان الله سبحانه وتعالى معه وأنا أخاف أن هذه القضية لا يحصل منها بعد العناء والتعب غير الفضيحة والخيبة ويصير أمرنا كأمر امرأة الضيف الذي أراد ستر عورة امرأته فوقع منها ما هو أشنع منه، فقال العفريت: وكيف كانت تلك الحكاية؟ فقال العفريت: ذكروا أن بعض الناس كان له صاحب محترم، فنزل به في بعض الأيام ضيف وكان المضيف فقير جداً فما وسعه إلا أن يتلقى صاحبه بالبشاشة والإكرام وكان ذلك في فصل الشتاء والبرد فسجروا التنور يتدفون وجلست معهم زوجة المضيف وذلك بعد أن هيئوا ما أمكن إحضاره فلما فرغوا من الطعام اجتمعوا على رأس التنور وهيئوا ما أمكن وجلسوا يتدفون وجلست زوجة